الأحد، 15 مارس 2015

حجب مكالمات واتس اب الصوتية لصالح من؟


محمود الجديد - في خبر ليس بالغريب فقد أعلنت البوابة العربية للأخبار التقنية عن ورود معلومات لها بأن المكالمات الصوتية عبر واتس أب سيتم حجبها من قبل بعض مزودي خدمة الإنترنت، وفي الإمارات تحديدا هناك العديد من تطبيقات الإتصالات قد تم حجب الخدمة عنها فعلا في وقت سابق، ولا يختلف إثنان أن أسباب الحجب سواء في الإمارات أو السعودية أو أي دولة عربية أخرى يعود لعدة أسباب من أبرزها وأهمها :
أولا : تأثير الخدمة على عائد شركات الإتصالات، بحيث يقل الإقبال على الإتصالات الهاتفية العادية مما يؤثر سلبا على عوائد شركات الإتصالات، ولكن بالمقابل فإن عائد تسويق حزم الإنترنت سيرتفع، ولكن مهما ارتفع لن يكون ذو قيمة مقابل ما خسرته شركات الإتصالات لقاء تفعيل تطبيقات الإتصال الصوتي مثل سكايبي وفايبر وواتس أب وغيرها ..
ثانيا : ليس من السهولة التجسس على الإتصالات التي تتم عبر تطبيقات التراسل والتواصل الفوري، ويمكن احترام العبارة أكثر بأن نقول ليس من السهل مراقبتها، حيث تتسابق الشركات المنتجة للتطبيقات بتقديم تقنية تشفير أعلى من الأخرى، وبالتالي يصعب على الحكومات العربية مراقبة الإتصالات لتتحول المسألة لمسألة أمن قومي، فيما في الوضع الطبيعي يوجد مكاتب استخبارات متخصصة لمراقبة الإتصالات الهاتفية العادية .

ذات الحال ينطبق عندما نتحدث عن التراسل الفوري (النصي) والذي تعمل عليه معظم التطبيقات، والذي جعل من خدمة SMS خدمة على وشك الإنقراض بالإضافة لصعوبة مراقبة وفلترة الرسائل الفورية من قبل السلطات في الدول.
الدول تملك تزويد خدمة إنترنت ولكنها لا تملك السيرفرات المزودة لخدمات الإتصالات والتراسل الفوري، فالسيرفرات الخاصة بتلك التطبيقات تقع خارج نطاق رقابة تلك الدول، ومسألة التشفير تعتبر المشكلة الأبرز لغالبية أجهزة المخابرات والتي تجعل من الرقابة أمر غاية في التعقيد ويحتاج لمتابعة مستمرة وكوادر مؤهلة وقادرة على مواكبة كل ما هو جديد .
على كل حال هذه وجهة نظري شخصيا، وإلا فمن مصلحة مزودي التطبيقات التعاون مع أجهزة المخابرات بأنواعها ومختلف مواقعها حتى لا تعمل هذه الدول على حجب الخدمة عن متلقيها في تلك الدول وبالتالي يخسر مزودوا التطبيقات جمهورا لا بأس به .
صحيح أن تقنيات المجهولية وتجاوز الرقابة قد توصلك بالخدمة حتى لو تم تعطيلها من قبل أجهزة الدولة، إلا أن هذا لا يعتبر حلا نهائيا وجذريا، فأنت لا تدري مع من تتصل، وعلى الأقل في دولتك تعلم أن من يتجسس عليك أو يراقبك هو دولتك ولغايات أنت تعلمها، بينما هل تعلم ما هي الغاية التي من أجلها منحك أحدهم استخدام رقم الآي بي الخاص به للوصول لخدمة تواصل وتراسل فوري؟
المسألة ليست متعلقة فقط في دولنا العربية والتي تم تأسيسها أصلا على أيدي أجهزة مخابرات تدير هذه الدول والعائلات الحاكمة مجرد تماثيل، بينما في الحقيقة من يدير هذه الدولة وتلك هو من يضع خطة العمل الحقيقية لأجهزة المخابرات العربية .
السؤال الأخير، ما بين الأمن القومي وانتهاك الخصوصية والجريمة الإلكترونية.. ما هي الزاوية الأكثر أمانا بالنسبة لي كمستخدم عادي؟ .. على كل حال الخيار الأفضل دائما هو أهوّن الشرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق